
06/02/2022
السكر بريء من اتهامات العصر
هل السكر بريء من اتهامات العصر بينما زيوت الطبخ هي الجاني الحقيقي؟
في خضم النقاشات حول الصحة والتغذية، أصبح السكر متهمًا رئيسيًا بتدهور الصحة العامة وارتفاع معدلات مرض السكري والسمنة.
ومع ذلك، يغفل الكثيرون عن أن التوازن هو الأساس، وأن هناك عوامل غذائية أخرى قد تلعب دورًا أكبر في هذه المشكلات الصحية، مثل زيوت الطبخ المهدرجة والمكررة، والتي باتت تدخل في معظم الأطعمة اليومية.
السكر
بين الإفراط والفائدة السكر هو مصدر أساسي للطاقة في الجسم، حيث يتم تكسيره إلى جلوكوز، وهو الوقود الذي تعتمد عليه خلايا الجسم والمخ. دور السكر مفيد ومهم في وظائف الجسم بشرط عدم الإفراط في تناوله.
1.مصدر للطاقة: الجسم يحتاج إلى السكر بشكل معتدل لإنتاج الطاقة للدماغ والعضلات.
2.دعم النشاط البدني والعقلي: عند أداء مجهود بدني أو عقلي، يساعد السكر على تحسين الأداء والتركيز.
3.احتياج الخلايا العصبية: الدماغ يعتمد على الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة ليعمل بكفاءة. لكن المشكلة ليست في السكر بحد ذاته، بل في استهلاك كميات مفرطة من السكريات المكررة الموجودة في الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، بعيدًا عن التوازن الغذائي.
زيوت الطبخ
الخطر الخفي في المقابل، تُعتبر زيوت الطبخ المهدرجة والمكررة من العوامل الخطيرة التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السكري وأمراض القلب.
1.الدهون المتحولة وتأثيرها السلبي: العديد من زيوت الطبخ تحتوي على دهون متحولة، وهي دهون مُصنعة تزيد من مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم ويُساهم في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
2.الالتهابات المزمنة: الدهون المهدرجة والمكررة تُحفز الالتهابات داخل الجسم، وهو عامل رئيسي في الإصابة بأمراض القلب ومضاعفات السكري.
3.السمنة وزيادة الوزن: زيوت الطبخ ذات السعرات الحرارية العالية تُزيد من تراكم الدهون في الجسم، مما يُضعف فعالية الأنسولين ويؤدي إلى مقاومته.
4.أثر القلي على الصحة: عند تسخين الزيوت مرارًا وتكرارًا، تتأكسد الدهون وتُنتج مركبات سامة تُدمر خلايا الجسم وتُزيد من مخاطر السكري وأمراض الأوعية الدموية. العلاقة بين الدهون ومرض السكري قد يندهش البعض من أن الإفراط في تناول الدهون، وخاصة الدهون المتحولة والمهدرجة، يُسهم بشكل أكبر في رفع مقاومة الجسم للأنسولين، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وإصابة الشخص بمرض السكري.
هذا يجعل زيوت الطبخ، خاصة غير الصحية، متهمًا خفيًا وخطيرًا. التوازن هو الحل الحل يكمن في تحقيق التوازن في استهلاك السكريات والدهون
أنواع السكر وتأثيرها على الصحة عندما نقول “السكر” فإننا نعني سكر القصب أو سكر الشمندر، وهو سكر طبيعي مكوّن من نوعين: •الجلوكوز •الفركتوز بنسبة 50/50. يتميّز الفركتوز بما يلي:
1.يعمل عمل الأنسولين في الجسم.
2.يتحوّل إلى دهون نافعة مثل أوميغا 9، التي تساهم في تعزيز صحة الجسم.
3.يُعد غذاءً للحيوانات المنوية، مما يجعله عنصرًا مفيدًا للصحة الإنجابية. السكر في العسل والفواكه يحتوي كل من العسل والفواكه على: •الجلوكوز. •الفركتوز. بنسبة 50/50، كما هو الحال في سكر القصب.
وتتميّز الفواكه بوجود البوتاسيوم، الذي يعمل كبديل طبيعي للأنسولين، مما يساعد على توازن السكر في الدم. في المقابل، لا نقصد بالسكر: •سكر الذرة. •بدائل السكر الصناعية مثل الأسبارتام، التي لا تمتلك نفس الخصائص الصحية.
السمن
أنواعه وخصائصه يجب التفريق بين أنواع السمن:
1.السمن البقري أو الغنمي: من الدهون المشبعة (SFAs).
2.السمن المستخدم في الطبخ نوعان: •Butter (الزبدة): مناسب للاستخدام على حرارة معتدلة.
•Ghee (السمن): يتميّز بقدرته على تحمل درجات حرارة عالية، مما يجعله الخيار الأفضل للطهي.
الزيوت البديلة الصحية يتم التفريق بين الزيوت الصحية:
1.زيت الزيتون: •يُعد من الزيوت المفيدة. •غالبية زيت الزيتون المتوفر في الأسواق يكون مغشوشًا ومخلوطًا بزيوت مثل الصويا بنسبة 30/70 (30% زيت زيتون فقط).
2.زيت جوز الهند: •من الدهون الصحية المشبعة، يصلح للطهي.
3.زيت النخيل: •يُصنّف ضمن الدهون المشبعة. •يتحمّل درجات حرارة عالية دون إنتاج شوارد حرة ضارة، مما يجعله صالحًا للاستخدام في الطبخ. الزيوت غير الصحية (الزيوت النباتية المكررة) تشمل الزيوت التالية: •زيت الذرة. •زيت الكانولا. •زيت دوار الشمس. •زيت الصويا. •زيت القطن.
هذه الزيوت غير مشبعة (PUFAs)، وخطورتها تكمن في:
1.تنشيط بروستاغلاندين نوع 2 (PGE2)، الذي يعطّل عمل خلايا بيتا وألفا في البنكرياس.
2.تثبيط الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى:
•انخفاض طاقة الجسم.
•ضعف المناعة ضد الأمراض والتوترات.
3.اعتلال الجسم تدريجيًا نتيجة تراكم هذه التأثيرات.
الخلاصة للصحة المثلى:
•ركز على السكريات الطبيعية (العسل، الفواكه، سكر القصب).
•اختر الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون الأصلي، زيت النخيل، وزيت جوز الهند.
•استخدم Ghee كأفضل خيار للطهي.
•تجنب الزيوت النباتية المكررة لما لها من آثار سلبية خطيرة على الجسم.
خاتمة إن اتهام السكر وحده دون النظر إلى العادات الغذائية الأخرى يُعتبر ظلمًا لهذا المكون الذي يلعب دورًا أساسيًا في منح الجسم الطاقة. في المقابل، زيوت الطبخ غير الصحية تُعتبر الجاني الأكبر، فهي تُسبب التهابات، تُضعف مقاومة الأنسولين، وتُزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب. الحل دائمًا يكمن في التوازن والاعتدال، لأن الإفراط في أي عنصر غذائي يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.
ملاحظة: هذا المقال علمي وليس طبي.