12/01/2022
رحلة الوعي قبل الولادة
هل الجنين يفهم بعمق؟
اقوى دليلين لصحة هذا الامر هي قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ)
وقال تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
رحلة الوعي قبل الولادة لطالما نظر الإنسان إلى الوعي باعتباره ظاهرة تبدأ بعد الولادة، لكن ماذا لو كان الجنين في رحم أمه ليس فقط كائناً ينمو بيولوجيًا، بل أيضًا عقلًا واعيًا يدرك ويفهم بعمق؟ قد تبدو هذه الفكرة غريبة لأول وهلة، لكنها تحمل الكثير من المعاني التي تستحق التأمل. الوعي قبل الولادة: ما وراء الحواس التقليدية عندما نتحدث عن الفهم، فإننا نميل إلى ربطه باللغة والمنطق، لكن الوعي لا يقتصر على هذه الأدوات. فالجنين، رغم أنه لا يمتلك لغة للتعبير، إلا أنه يمتلك وعيًا خامًا ونقيًا يسمح له بفهم الأمور بطرق أعمق مما نتصور من خلال النفس الملهمة.
•الجنين لا يحتاج إلى الكلمات ليشعر بالحب، بالخوف، بالسلام أو التوتر. إنه يختبر هذه المشاعر كما هي، دون أن يشوهها تفسير العقل المنطقي.
•تشير بعض الدراسات إلى أن الجنين قادر على تمييز النغمات الصوتية والاستجابة لها، بل وحتى تذكرها بعد الولادة، مما يعني أن لديه قدرة على التعلم والاستيعاب.
•لكن الأهم من ذلك، أن الجنين قد لا يقتصر فهمه على العالم المادي فقط، بل قد يكون متصلاً بحقائق أعمق، إدراك لا يخضع للزمان والمكان، كما لو كان يعيش في حالة من الوعي الطليق غير المقيد بالحدود البشرية المعتادة.
ما الذي يفهمه الجنين؟ إذا أخذنا في الاعتبار أن الجنين ليس مجرد كائن سلبي يتلقى المعلومات فقط، بل هو كائن يشعر، يتفاعل، ويفهم بطرق غير تقليدية، فإن هذا يفتح الباب لأسئلة جوهرية:
1.هل يفهم الجنين ماهية الحياة قبل أن يولد؟
•ربما يدرك الجنين وهو في الرحم أسرارًا نغفلها بعد الولادة. قد يكون في حالة وعي أعلى، يرى فيها الحقيقة دون أن يشوهها الإدراك الحسي بعد الولادة.
2.هل يتأثر بمشاعر والديه وطاقتهما؟
•كثير من الأمهات يلاحظن أن أطفالهن حديثي الولادة يهدؤون عند سماع أصوات معينة أو عند تكرار عادات كانت تحدث أثناء الحمل، مما يشير إلى ذاكرة جنينية أعمق مما نتصور.
3.لماذا ننسى هذا الفهم بعد الولادة؟
•قد يكون النسيان جزءًا من رحلتنا في الحياة، حيث نبدأ في تلقي المعلومات عبر الحواس والعقل المنطقي، مما يحجب ذلك الفهم الفطري العميق الذي كنا نمتلكه في الرحم. الجنين ككائن متصل بالسماء إذا كان الجنين يعيش في حالة من الإدراك الصافي، فقد يكون في تواصل مباشر مع الطبيعة، مع الروح، وربما مع أسرار الحياة نفسها. قد يكون إدراكه مختلفًا عن إدراكنا، حيث لا يحتاج إلى التفكير والتفسير، بل يتلقى المعرفة كما هي، دون حواجز.
4.ما الذي يمكننا فعله للاستفادة من هذه الفكرة؟
إذا كان الجنين يفهم بعمق، فهذا يعني أن طريقة تعاملنا معه أثناء الحمل تؤثر عليه بشكل مباشر. يمكننا: •التحدث إليه بحب وهدوء، لأنه لا يسمع فقط، بل يشعر ويدرك.
•منحه بيئة طاقية إيجابية، من خلال مشاعر السلام والتوازن، لأن هذه التجربة ستشكل جزءًا من وعيه بعد الولادة.
•الاستفادة من فهمه العميق عبر تحفيز ذاكرته بعد الولادة بموسيقى أو أصوات مألوفة، مما قد يساعده في الشعور بالأمان والاستقرار خلال هذه الفترة قد يصاب بامراض قوية مثل التوحد وغيرها اذا كانت الام يصدر منها مشاعر كره وحزن، لذلك الحذر واجب
خاتمة: الجنين ليس صفحة بيضاء، بل نفس مليئة بالمعرفة إذا نظرنا إلى الجنين على أنه كائن واعٍ يفهم بعمق، فإننا نغير الطريقة التي نراه بها تمامًا. لم يعد مجرد كائن بيولوجي ينتظر أن ينمو ليبدأ التعلم، بل هو نفس تدرك، عقل يستوعب، وكائن يعيش تجربة فريدة في عالم ما قبل الولادة.
ربما، إذا استطعنا تذكر ما كنا نفهمه ونحن أجنة، سنتمكن من استعادة جزء من وعينا الحقيقي، ذلك الوعي الذي كان واضحًا ونقيًا قبل أن تُغطيه تعقيدات الحياة.
