
08/04/2022
قانون الأضداد وسر التوازن في خلق الله
كل شيء في هذا الكون قائم على “الثنائية”
على وجود الضدين ، الذكر والأنثى ، النور والظلام ، السكون والحركة، وكل شيء لا يُعرَف إلا بنقيضه.
هذه الأضداد ليست صراعات، بل شراكات تُكمل بعضها لتحقيق التوازن.
1. قانون الأضداد: سر الوجود“ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون” – الذاريات: 49
• الكون قائم على الأزواج: • ليل ونهار • ذكر وأنثى • نور وظلام • خير وشر • موجب وسالب • لا يمكن لأحدهما أن يوجد دون الآخر، فالضد هو ما يُعرّف الشيء ويكمله.
• حتى الخير والشر ليسا نقيضين متنافرين، بل وجهان لعملة واحدة، لا يُفهم أحدهما إلا بالآخر.
2. تطبيق هذا القانون على الجسد والروح
• جسدك ونفسك وأخلاطك مبنية كلها على قانون الأضداد:
• حرارة وبرودة • رطوبة ويبوسة • دم وسوداء، بلغم وصفرا • هرمونات تُنشّط وأخرى تُهدّئ • أنزيمات تفتح وأخرى تُغلق • فلو لم يكن هناك “ضد”، لما وُجدت الحياة. • الأضداد لا تُلغى، بل تحتاج إلى توازن، وهذا هو سر العافية.
3. التوازن: ليس حيادًا بل وعي التوازن ليس الوقوف في المنتصف دائمًا، بل القدرة على معرفة متى تعطي ومتى تمتنع.
• في الأكل: الإفراط يمرض، والاعتدال يحيي.
• في الفكر: التطرف يعمي، والوسطية تنير.
• في المشاعر: التوازن يصنع القوة، والإفراط يُضعف. كل إفراط يسرقك من ذاتك، وكل اعتدال يقربك من قوتك الحقيقية.
4. دائرة الحياة والتكامل
• كل ضد يُكمّل الآخر ليُكوّن دائرة، وهي رمز الكمال.
• تمام الدائرة يعني: وحدة، انسجام، واكتمال.
• مثال: الماء والجليد، رغم الاختلاف في الشكل، إلا أنهما حقيقة واحدة.
• كذلك: الروح والمادة، ظاهر وباطن، إنسان وأرض… كلها وحدة إذا رأيتها بعين التوازن.
5. نور الله وإتمامه من خلال هذه الثنائية“يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون” – الصف: 8
• نور الله هو الحق، والحق لا يكتمل إلا عندما يظهر وسط ظلمات الباطل.
• الموجب والسالب، الخير والشر، كلها أدوات لظهور النور واكتماله.
• الله يُتم نوره عبر هذا النظام المتوازن من الأضداد.
الخلاصة:
• الحياة قائمة على قانون “الضد يُظهر الضد”.
• التوازن هو سر الانسجام الداخلي والخارجي.
• كل ما في الجسد والكون مبني على هذه الثنائية التي تسير وفق مشيئة الله.
• التوازن ليس فقط علمًا أو فلسفة، بل سلوك روحي وجسدي يومي يُقرّبك من ذاتك ومن الله.