في طب الأخلاط، الزمن جزء من العلاج. فكل فصل يُهيّج خلطًا معينًا، ويُفضَّل فيه أنواع من الأعشاب لتعديله:

✴️ التناغم مع الطبيعة عند اختيار الأعشاب ليس رفاهية، بل أصل في فهم الجسد.

🧪 هل يوافق العلم الحديث هذه الرؤية؟

الطب الحديث يدرس الأعشاب من جهة التركيب الكيميائي، بينما طب الأخلاط ينظر إليها من جهة الأثر الجوهري في المزاج والبدن.

لكن اللافت أن العلم بدأ اليوم يُقرّ بعض هذه الرؤى:

• أن الزنجبيل يسرّع الدورة الدموية (يوافق كونه “حار”)

• أن البابونج مهدئ عصبي (يوافق كونه “ملطف للأعصاب”)

• أن الخيار يُبرد الجسم ويُدر البول (يوافق كونه “بارد رطب”)

✴️ إذًا، رغم اختلاف اللغة، النتائج متقاربة، لكن طب الأخلاط أعمق في الربط بين المادة والروح والزمن.

📜 الأعشاب في نظر العلماء الحكماء

• ابن سينا:

يرى أن الأعشاب تُستخدم “حسب المزاج والخلط والزمان والمكان”، وأن الجرعة قد تختلف حسب طبيعة المريض، لا حسب العمر فقط.

• ابن البيطار:

ركز على التأثيرات الدقيقة للأعشاب، وكان يسجل “إن كانت تبرد المعدة فقط، أم تبرد الكبد أيضًا”.

• الرازي:

قال: “ليس كل عشبة دواء، بل الدواء هو العشبة المناسبة للمزاج الغالب، وإلا صارت السم”.

🌟 جدول ذهبي: الأعشاب والأمزجة

✨ الختام: الأعشاب ليست علاجًا… بل شريك توازن

في الطب الأخلاطي، لا تُؤخذ الأعشاب هكذا عشوائيًا.

بل تُختار كما تُختار الكلمات في الدعاء: بعناية، وصدق، وتناسب مع الحالة.

حين نأخذ عشبة، نحن لا نأخذ مادة خاملة، بل حكمة مكتنزة في ورقة أو جذر أو زهرة.

وكل من أراد التداوي بالحكمة، فليبدأ من فَهْم مزاجه… ثم ليطلب من الطبيعة ما يُوازن ذاته.